رسالة من الدكتور عمر عبد الكافي لكارهي العمل
الداعية المصري الشيخ عمر عبد الكافي |
يقول الدكتور عمر عبد الكافي وفق ما رصده مختصر عنه في يوتيوب: "أرى من حولنا أبناء كثر و أيضا من بناتنا الموظفين و الموظفات من -يعني معذرة- يكره عمله
يمكن ان يكتب في بطاقته المهنة: كاره لعمله و يذهب لعمله كل يوم كأنّما يساق الى الموت، هذا الشعور قاتل و محبط و غير منتج".
ويضيف الداعية المصري: "تخيل أنت موظف يتعامل مع الجمهور في معاملات معينة و إنهاء أوراق رسمية معينة وهو كاره لهذا العمل، كيف يتعامل بأريحية مع صاحب الحاجة الذي غالبا ما يكون أرعن يعني يريد أن يقضي مصلحته حتى لو قيل له أنّ القانون لا يسمح أو أنّ هذا لا يصح مثلا.
نحن في البيئة العربية نظنّ أن كلّ شيء يسير وفق ما أرى أنا لا وفقا للقانون و المعايير فبالتالي اذا كان الموظف يبغض عمله فبالله عليك كيف ينتج؟
أنا صانع طائرة!
سبحان الله أذكر بأنّه يقال بأنّ الأم تريزا ذهبت الى مصنع للطائرات في بلد من جنوب شرق آسيا ربما كانت اليابان فوجدت عاملا بسيطا يعمل على مكينة صغيرة تنتج مسامير صغيرة (براغي) فقالت له ببساطة أنت ما مهمتك قال أنا أصنّع طائرة فتعجبت من الاجابة، هو يعتبر نفسه جزء من هذه الطائرة المصنّعة و يعطي قيمة لانتاجه و الذي هو هذا المسمار أو البرغي الصغير الصغير كبيرا، فهو لم يستهن بعمله بل أحبه.
أذكر أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يحبب الناس في الأشياء لأنّه كان يحب ما حوله إنسان أو طير أو حيوان أو جماد، يعني يسمع أنين الجذع فينزل و يحتضنه، ويعطي للأشياء أسماء فأعطى اسما لسيفه و اسما للحمار أعزكم الله، وقد قال عن جبل أحد هذا جبل يحبنا و نحبه فقد كان يحب البيئة.
فالانسان اذا أحبّ ما حوله أنتج و الموظف الذي يذهب للعمل و هو كاره تماما له لن ينتج و هي مشكلة كبيرة.
الآن ما هو الحل لهذه المشكلة ؟
أما أن هذا الموظف عنده جزء من مرض الكبر فيرى أنّه فوق هذا العمل و يرى أن من وظّفه لم يقدر عبقريته التي تستحق جائزة نوبل في العلوم.
أو أنّه فعلا وضع في مكان غير مكانه أو أنّ والده أجبره على العمل في مؤسسته وهو كاره لهذا العمل
أو أنّه انسان كسول لا يحب العمل أصلاً.
أو غير قانع بالرزق، في منطق الفلسفة ينتظر ما لا يأتي و عنده أحلام يقظة أو توهمات بأنّه يستحق كذا و كذا و يجب أن يكون رئيس مؤسسة ناسا مثلا أو مؤسسة الإبداع العالمي أو مؤسسة حماية الحرية الفكرية للأمم المتحدة فهو يرى أنّ هذا العمل دوني بالنسبة له.
الداعية المصري عمر عبد الكافي |
الجينات العربية
يبدو أنّ الجينات العربية تبغض العمل أصلا كما قلنا فقد جاء الاسلام و العرب لا يعمل عندهم الا الخدم او العبيد و لذلك سمي العمل مهنة من الامتهان و المهانة.
فأنا أقول لك أيّها الابن العزيز الموظف الكاره حاول أن تحب عملك حتى تنتج و تستشعر أن رزقك في هذا المكان حتى يبارك لك رب العباد فيه و اعتبر أنّه فرض وواجب حتى نثري حركة الحياة.
أمّا أن ترى أنّ هذا العمل غير مفيد و لا يساوي شيء و أنّك لا تستطيع أن تنتج فيه فكيف يبارك لك رب العباد في راتبك، فاذا اضطررت لعمل ما فأتقنه و حسنه و حاول ان تحبه وارضى به ثمّ اذا جاءك عمل أفضل تحبه خير و بركة.
النبي صلى الله عليه و سلم ذات يوم مر على رجل يحفر قبرا قال جوّده. و سأل سيدنا أبو بكر النبي صلى الله عليه و سلم فقال انّ العبد يحب أن يكون ثوبه حسن و نعله حسنا (أي الحذاء ملمّع في بيئة ترابية فانظر الى دقة الصديق في النظر الى الأشياء)، هل هذا من الكبر؟
نسأل الله أن يبارك لنا في عملنا و في أموالنا و أولادنا و صحتنا و عقلنا و يجعلنا من الشاكرين.
Tags:
مشاهير مختصر