كيف كان أهل الخليج يحصلون رزقهم؟ قصة مختصرة للعذاب بعينه!
شارك الإعلامي السوري أحمد الفاخوري فيديو على قناته في يوتيوب تحدث فيه عن صعوبة تحصيل لقمة العيش في الدول الخليجية وكيف كان البعض يواجه الموت والغرق في سبيل ذلك.
وفي فيديو الفاخوري لم يكن تحصيل العيش يسيراً على أي مخلوق في الأرض.
وجاء في الحلقة المذكورة: "لا تقل لي ها هم أهل الخليج يعيشون في رفاه ووفرة وأمان، فالأرض منحتهم الثروات والبترول، لكنّهم كانوا يحصلون رزقهم بأصعب وسيلة قد يتخيلها العقل، وقد جاء من قتلهم وقطع رزقهم".
ومن أبرز ما ذكره الإعلامي السوري أحمد الفاخوري في حلقته:
أول مستوطنات البشر كانت حول السواحل والخلجان وضفاف الأنهار، هذا منذ سبعين ألف سنة قبل اكتشاف الزراعة، أهل الخليج كانوا يعيشون على الصيد.
لكن صيد اللؤلؤ باب رزق البشر في قطر والكويت والبحرين وأبو ظبي هو ما يمنحه البحر من خير لهؤلاء فشكلت هذه التجارة وهذا النشاط الاقتصادي نظاماً اقتصادياً واجتماعياً متماسكاً أدى لاستمرار وجودهم على هذه البقعة القاحلة.
رحلات أبناء الخليج للصيد
يذهب الرجال في رحلات صيد جماعية بالمئات في الصيف على ظهور سفن خشبية بدائية في رحلة صيد قد تستمر لستة أشهر، يبحرون في درجات حرارة فوق الخمسين درجة حتى يصلوا الى الهير (مصائد اللؤلؤ).
كان الغواص يغطس عشرات الأمتار مربوطاً بحبل ومثقلاً في صخرة بقدمه كي يغطس وفي رقبته سلة من الخيطان، يفطس عشرات الأمتار ويقطع نفسه ليجمع بعض القواقع بلا أوكسجين وبلا بدلة غوص، بلا نظارات ولا إضاءة، فقط ملقط خشبي يسد به أنفه.
المهم يغطس الى القعر فيجمع قدر ما يستطيع أو يمسح به نفسه ثمّ يشده شخص بسرعة الى السطح قبل أن يموت، فيسلمه السلة التي بها بعض القواقع، يرتاح لدقائق ثمّ يغطس من جديد ويعيد الكرة من الصباح وحتى المغرب.
لو أردت تعذيب خليجي قل له أغطس!
إنّه العذاب بعينه لو فكرت في عذاب إنسان لشهر فقط قل له أغطس.
وعلى فكرة ليس في كل قوقعة لؤلؤة، هذا نصيب فقد تكون فارغة أو تكون بأحجام صغيرة أو مشوّهة (متفاوتة الألوان ومختلفة).
تخيلوا حياة الفتيان؛ ستة أشهر في البحر وبعيداً عن الأهل في درجات حرارة مرتفعة، كثيرون طبعا يموتون في الرحلة من المرض أو افتراس الأسماك.
عندما نقول ستة أشهر في السنة يعني نصف العمر لتحصيل لقمة العيش وليس للثراء أو صفقة.
عندما تعود المراكب بعد رحلة الغوص ترى الأهل أي الأطفال والنساء ومن بقي على الشاطئ ينشدون، يلومون البحر لأنّه أخذ أحبابهم بعيدا عنهم.
فوق الموتة عصّة قبر
تسمعون بالمثل الذي يقول: "فوق الموتة عصّة قبر" انتهينا من الموتة الآن دور عصة القبر!
هناك عالم ياباني شاب اسمه ميكي موتو كويتيتشي بجح باستنبات اللؤلؤ الزراعي في عام 1920م وبكميات كبيرة وسعر رخيص وأصبح بعلمه بالاستنبات يتحكم بحجم اللؤلؤة ولونها ونوعيتها.
غامر الأسواق العالمية باللؤلؤ المستنبت والذي لا يفرق كثيراً عن اللؤلؤ الطبيعي، فلم يعد لؤلؤ الخليج مطلوبا ثمّ أتى الكساد الكبير فقتل أهل الخليج بقطع رزقهم واضطر الكثير للهجرة.
كثيرون اتجهوا للعمل في شركات النفط والبترول، ولولا ظهور الثروات النفطية الباطنية في هذه الأرض كنت لن تجد بها غير الرمال، لكنها اليوم كما ترون مثل مانهاتن في العمران والبنيان، مركز المال والأعمال والتجارة والعيش.
لكن ماذا لو تحول الكوكب الى طاقة نظيفة واستغنى عن الوقود؟ هذا ما سيواجهه الجميع تقريبا وقريباً جداً.
Tags:
سياسي مختصر