عمر عبد الكافي: هكذا تكسب قلوب الناس و يوضع لك القبول في الأرض
نشر الداعية المصري عمر عبد الكافي فيديو تحدث فيه عن القبول في الأرض وكيف يوضع والرسول الذي يعد قدوة لنا في هذا الأمر.
يقول عبد الكافي الرسول محمد صلى الله عليه و سلم لو لم يكن رسولا لكانت أخلاقه تصلح أن تكون رسالة.
ويضيف الداعية المصري عن ذلك:
نتابع في هذه الأيام مواقف مضيئة يكاد العقل لا يستوعبها من جمالها و يكاد القلب -سبحان الله- ينشرح و بنفسح بذكرنا لرسول الله صلى الله عليه و سلم و ذكر سيرته العطرة و بصماته القوية في حياتنا.
الرسول عليه الصلاة و السلام عرفّنا معنى الرحمة الالهية حتى نتخلق بها "الراحمون يرحمهم الرحمن" لأنّه قال فيه ربنا "وما أرسلناك الا رحمة للعالمين".
رسول الله رحمة للإنسانية
كان الرسول رحمة للجميع ليس للانسان فقط و لكن كان رحمة للحيوان و النبات و الطير و للبيئة " لا يبولنّ أحدكم في الماء الراكد" "لا يتغوطنّ أحدكم في ظل الأشجار" و "إماطة الأذى عن الطريق صدقة" أيضا "الايمان بضع و ستون شعبة أعلها لا اله الا الله و أدناها اماطة الأذى عن الطريق".
و رجل وجد فرع شوك يتدلى من غصن يمتد على الطريق فكسره كي يحجب الشر عن طريق الناس فغفر الله له و امرأة دخلت النار في هرة حبستها.
و رجل أسرف على نفسه دخل الجنة في كلب سقاه.
والأمثلة هذه كلها للحبيب صلى الله عليه و سلم لماذا لا تظهر في أخلاقنا.
الرحمة في القلوب
الرسول عليه الصلاة و السلام حول قلوب الصحابة الى قلوب رحمة و الى أنهار رحمة فيصل الأمر في امرأة أن تعترض على سيدنا عمر رضي الله عنه كانت عمياء و هي لا تدري ان أبا بكر مات البارحة و تقول هل صاحبك قضى نحبه يعني تقصد الصديق فقال ما أدراك؟ قالت كان يأتيني بالتمر منزوع النوى و أنت أتيتني به بدون أن تنزعه فما هذه الرقة التي وضعها الله في قلب ابي بكر والتي بينها الرسول صلى الله عليه و سلم.
و هذا الرجل الذي يقص عنه النبي صلى الله عليه و سلم أنّه قتل 99 نفسا و ذهب للراهب و قال له هل لي من توبة و الراهب قال له: لا ليس لك توبة (أفتاه بغير علم) فقتله يعني أكملهم مئة.
ولو استفتينا اي انسان سيقول نعم القاتل في النار لكن يضرب عليه الصلاة و السلام مثالا لقمة الرحمة فلما ذهب هذا الرجل الى العالم و أفتاه أنه اذهب باتجاه أرض الطاعة نوى فمات و في الطريق و لم يخطر بباله أن يموت في الطريق فيأمر الله أرض الطاعة أن تقترب شبرا و أرض المعصية أن تبتعد شبرا و الملائكة يختصمون في روحه أين تذهب مع ملائكة الرحمة أو ملائكة العذاب فوجدوه مقترب من أرض الطاعة بأمر الله.
فالله سبحانه و تعالى علم صدق نيته فغفر له.
هذا الحديث يعلمنا أن نرحم صاحب المعاصي، نعتبره مريض و المرض أنواع فهناك مرض يعالج بملعقة دواء و هناك أمراض تحتاج للكثير من الأدوية و هناك أمراض مستعصية تحتاج علاج طويل و جراحات و هكذا لكن المهم لها علاج.
فماذا فعل الرسول صلى الله عليه و سلم مع الرجل الذي بال في المسجد و انطلق الصحابة نحو الرجل يريدون ضربه و منعه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: لا تزلموه أي لا تقطعوا عنه بوله، و انتظر حتى أنهى الرجل فعلته فقال: أريقوا على بول أخيكم سجلا من ماء (دلو من الماء) وقال للرجل يا أخ الاسلام هذا مكان لا يصلح لما صنعت، لم يقل له أنت جاهل ولا أنت فاجر.
النصحية لها شروط، منها ان تكون سرا، حتى ابنك في البيت ان لم يحبك لن يسمع نصيحتك و لن يقول لك الحقيقة الا اذا أعطيته الامان و هكذا نحن.
كيف عامل النبي صلى الله عليه و سلم الناس و كيف أخبرنا عن هذا الرجل الذي قتل مئة انسان و أراد التوبة فعلم الله صدق نيته فغفر له برحمته و دخل الجنة. الرسول عليه الصلاة و السلام و لأنه الرحمة المهداة عرفنا كيف هي رحمة الله "ليرحمن الله العباد يوم القيامة رحمة يتطلع اليها ابليس" من شدة رحمته سبحانه و تعالى، فقد خلق الرحمة مئة جزء.
"كتب ربكم على نفسه الرحمة"
لماذا أنت أيها الأب و أنت أيتها الأم تقسون على أبنائكم.
لماذا تمن أيها الأب على أولادك بقولك انا أنفقت عليكم، أنا علمتكم؟! يا أخي "كلمة طيبة خير من صدقة يتعبها أذى" أنت أنفقت عليهم مما أعطاك الله. أنا أريد أن أقول أنّ البصمة الكبيرة و الأثر الكبير الذي تركته رحمة رسولنا صلى الله عليه و سلم ترينا كيف نتعامل مع الناس بالرحمة.
نسأل الله أن يرحمنا و اياكم وأن يؤمن الله اخواننا و أهلنا في المغرب و ليبيا و في العالم كله من الزلازل و البراكين و الأعاصير و يسكن الأرض من تحتنا و أن لا يؤاخذنا بما فعل السفهاء منا و أن يرحم أمواتنا و يشفي مرضانا و أن يرحمنا برحمته انّ ربي ولي ذلك و القادر عليه، لا تنسونا من صالح دعائكم و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
Tags:
مشاهير مختصر